الخميس، 25 سبتمبر 2014

كيف يتغير العالم بالعطاء ؟ .. كتاب جديد ل بيل كلينتون


عمل بسيط يمكن أن يغير العالم
بيل كلينتون يكتب فن العطاء
القاهرة: نسيم الصمادي يلقي كتاب «فن العطاء: كيف يمكننا تغيير العالم» للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الضوء على كيفية تغيير العالم والواقع الذي نعيشه؛ فقد تنقذ مساعداتك أو خدماتك آلاف الأرواح وتسعد الملايين. ويعرض مؤلف الكتاب العديد من النماذج التي ساهمت في إسعاد الآخرين وتغيير حياتهم. ولا يوجه الكتاب رسالة إلى الأفراد فحسب، بل أيضًا إلى كافة المؤسسات والهيئات التي يمكنها من خلال أي عمل بسيط أن تغير حياة الكثير منا إلى الأفضل، ويمكن أن يغير العالم من حولنا.
وفي هذا الكتاب، يتعرف القراء على نماذج من الشخصيات المشهورة وعدد من المواطنين والمؤسسات الاجتماعية التي ساهمت بالفعل في الأعمال الخيرية. ويشير المؤلف إلى أن فن العطاء يأخذ صورًا عديدة، فقد يكون مجرد فكرة تحل مشكلة أو بسمة ترسمها على وجه الآخرين. فلا تقل أهمية التبرع بالوقت والأنشطة والعمل الخيري والأفكار الجليلة عن أهمية التبرع بالمال أو أي شكل من الإسهامات المادية.
ويحثنا الكتاب على دراسة ما يمكن أن نعطيه، بغض النظر عن دخلنا المادي أو أوقات فراغنا أو أعمارنا أو مهاراتنا، لمنح الآخرين فرصة لتحقيق أحلامهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يذكر «بيل كلينتون» في كتابه قصة الطفلة «ماكينزي ستينر» التي تبلغ من العمر ستة أعوام ونظمت حملة لتنظيف الشاطئ.
ومثال آخر هو الدكتور بول فارمر الذي أخذ على نفسه عهدًا لتكريس وقته لخدمة الفقراء من خلال توفير خدمات صحية عالية الجودة لهم وإنشاء وحدات عامة للرعاية الصحية في «هايتي» و«رواندا».
ولا يقف الكتاب عند ذلك، بل هناك أمثلة كثيرة على العطاء، ومنها الأسرة الصغيرة التي أنشأت مؤسسة خاصة بها لجمع وشحن الكتب والأدوات المدرسية لـ 35 مدرسة بعد زيارة قام بها الزوجان إلى عدة مدارس في زمبابوي، التي وجدوها خالية من الكتب الدراسية وغيرها من الأدوات اللازمة للطلاب.
وكذلك «أوسيولا ماكرتي» التي تبلغ من العمر 75 عامًا، وأمضت حياتها في صراع من أجل المعيشة وكانت تكدح في مجال غسيل وكي الملابس، والتي تبرعت بـ 150 ألف دولار لجامعة ميسيسيبي الجنوبية لإنشاء صندوق المنح الدراسية للطلاب الأميركيين من أصل افريقي.
ويأتي دور «آندري أجاسي» الذي أنشأ أكاديمية إعدادية في «لاس فيجاس» ـ المدينة المعروفة بأعلى نسبة من حوادث الأطفال ـ للمساعدة في إنقاذهم ورسم البسمة على وجوههم. ويقول في ذلك: «كان التنس وسيلة لنجاحي، ولكن ما تمنيت أن أفعله هو تغيير حياة الأطفال».
ويقول «بيل كلينتون» في كتابه «نحن جميعًا نملك القدرة على القيام بأعمال عظيمة، وأتمنى أن يكون الأشخاص المذكورون والأمثلة المطروحة في الكتاب عاملا مساعدا للرفع من أرواحنا المعنوية كما تؤكد لنا أن خدمة المواطن عاملاً قويًا ومؤثرًا في تغيير العالم من حولنا».
ولا يمكننا أن نغفل الأعمال الخيرية التي قام بها «بيل كلينتون» نفسه بعد انتهاء فترة الرئاسة وأثر هذه الأعمال على حياة الآلاف، من خلال مؤسسته الخيرية، وأعماله في أعقاب كارثة تسونامي وإعصار كاترينا.
ويهدي «كلينتون» هذا الكتاب لعدد من المؤسسات الخيرية وغير الربحية التي تأخذ على عاتقها مهمة تغيير العالم نحو حياة أفضل. ويتمنى المزيد من المحاولات التي تساهم في إسعاد الآخرين وتحقيق أحلامهم التي تولد وتنتهي دون أن ترى النور.

==========

كيف يتغير العالم بالعطاء ؟ .. كتاب جديد ل بيل كلينتون 


واشنطن / متابعات : 

يضم كتاب بيل كلينتون “العطاء:كيف يستطيع كل منا أن يغير العالم “ عدة فصول تركز على الأنواع المختلفة من العطاء، من خلال رواية كلينتون لكثير من القصص الإنسانية التي تنتهي بقوله المأثور: لو أن كل فرد منا تبرع ببعض المال أو الوقت، لكنا نعيش في عالم مختلف الآن.

ويكشف في كتابه عن مبادرة جديدة تشترك فيها عدة شركات ومؤسسات إلى جانب الأفراد، لحل المشكلات وحماية الحياة “سواء في شوارع المدن أو حول العالم”، ثم يحث القراء بعد ذلك على أن يبحث كل منا عمّا يستطيع فعله من أجل المساعدة في تحقيق ذلك، “بغض النظر عن دخله أو وقته المتاح أو عمره أو مهارته”، ولإعطاء الناس فرصة ليحققوا أحلامهم.

ويقدم كلينتون خبراته الخاصة وخبرات الآخرين في مجال العطاء، مسلطًا الضوء على النشاطات غير الربحية وغير الحكومية حول العالم، كما سرد العديد من القصص الرائعة التي يؤكد بها أن العطاء من خلال الوقت والمهارت والأفكار لا تقل أهمية عن إعطاء الأموال.

ويقول كلينتون بكتابه كما نقلت عنه جريدة “الوطن” السعودية - لسوء الحظ فإن الناس لا يفعلون ذلك، أو أن معظمهم لا يفعلون ذلك في الوقت المناسب، من خلال هذا الكتاب وبمساعدة بعض أصدقائه المشاهير مثل أوبرا ويمفري، فإن كلينتون يأمل في تحضير موجة من النشاط التطوعي، من خلال تقديم مجموعة واسعة من المنظمات والأنشطة التي تعالج جميع القضايا الإنسانية، من الشعر الصناعي للأطفال الذين يعانون من السرطان إلى السلام في الشرق الأوسط.

في كتابه يسعى كلينتون لإقناع القراء أن لهم مكانا ملائما وأن سعادتهم وإحساسهم بالرضا عن أنفسهم يعتمد على ما يعطونه أكثر مما يأخذونه.

ويستدل كلينتون مرة بعد أخرى بكلام بعض كبار الشخصيات المعروفة بعطائها وتبرعاتها لأعمال الخير، والذين يعبرون عن مدى السعادة التي يشعرون بها عندما يتبرعون ببعض ما يملكون لمساعدة الآخرين.

ويقول كلينتون: إن الناس من كافة الطبقات والشرائح الاجتماعية قادرون على العطاء والتطوع لأعمال الخير، وإن تقنيات الإنترنت ساهمت في تعزيز روح الإيثار عند الناس.

وقد تعلم كلينتون مدى فعالية شبكة الإنترنت عندما أطلق مبادرته لجمع تبرعات لضحايا تسونامي في آسيا وإعصار كاترينا، حيث إن التبرعات سرعان ما فاقت سرعة تدفقها القدرة على استخدامها بشكل مباشر.

ويخصص كلينتون فصلا كاملا لفكرة أن الحكومة لها أهميتها أيضا، لكن ذلك يتوقف فقط على سياسات الحكومات البلدية المحلية لتخفيض استهلاك الطاقة ومحاربة التلوث. ولا يغفل في هذا المجال أن يذكر تاريخ زوجته هيلاري في العطاء والتبرعات.

ووفق “الوطن” يفرد كلينتون فصلا كاملا يتحدث فيه عن نشاطات مؤسسته الخيرية وإنجازاتها في تقديم الأدوية لمرضى “الإيدز” في الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى من العالم. في الوقت الذي تخلت فيه الحكومات والمؤسسات الخيرية عموما عن المصابين بالإيدز ليواجهوا موتا مبكرا، واجه كلينتون التحدي استجابة لتوصية من نيلسون مانديلا، وتمكن من تخفيض أسعار أدوية “الإيدز” إلى مستويات مقبولة.


----------------


العطاء : كيف يمكن لكل منّا أن يغيّر العالم؟

المصدر:
بيل كلينتون

التاريخ: 22 أكتوبر 2007

كان بيل كلينتون، مؤلف هذا الكتاب، رئيسا للولايات المتحدة الأميركية ما بين عام 1993 وعام 2001. وهذا ليس كتابه الأول وإنما هو الثالث بعد «عندما يلتقي التاريخ والأمل» الصادر عام 1996 و«حياتي» عام 2004.

«العطاء» عمل مكرّس للنشاطات الإنسانية التي يقوم بها الرئيس الأميركي السابق كلينتون إلى جانب العديد من «فاعلي الخير» الأميركيين، أشخاصا كانوا أم هيئات ومؤسسات من أجل مكافحة الأوبئة المستعصية، وعلى رأسها مرض نقص المناعة المكتسب «الايدز». وأيضا من أجل تشجيع التربية والسلام بين الشعوب، هذا دون نسيان النضال ضد الفقر وسخونة المناخ.

يقول بيل كلينتون في مقدمة هذا الكتاب أنه مُهدى إلى العاملين والمتطوعين والشركاء وجميع أولئك الذين يدعمون «مؤسسة كلينتون» ومكتبتها ويخص بالإهداء «ايلين فيرويج» الممرضة الهولندية التي توفيت وهي تعمل في إطار برنامج «مؤسسة كلينتون» لمحاربة «الايدز» في «ليسوتو».

ويؤكد الرئيس الأميركي السابق أنه كان قد قرر تكريس وقته وكفاءاته وإمكانياته المالية لمشاريع فيها خدمة البشر اعتبارا من اللحظة التي ترك فيها البيت الأبيض. يقول: «لقد أردت المساهمة في إنقاذ حياة البعض وفي حل بعض المشاكل الخطيرة وتمكين العديد من الشباب من تحقيق أحلامهم».

ومن خلال التجربة التي عاشها في خدمة «الأعمال الخيرية» ومحاربة البؤس في العالم خرج بقناعة تقول أنه بإمكان كل منّا، ومهما كانت الإمكانيات التي يملكها متواضعة، ومهما كان الوقت الذي يستطيع التصرف به قصيرا، ومهما كان عمره وكفاءاته، التصرف بطريقة مفيدة بالنسبة للآخرين وبالتالي تمتين الأواصر بين البشر. ومن هنا جاء العنوان الفرعي للكتاب: «كيف يمكن لكل منّا أن يغيّر العالم».

وإذا كان هذا الكتاب يتضمن دعوة صريحة للجميع كي يشاركوا «بقدر المستطاع» في خير البشرية فإنه مؤلفه الرئيس الأميركي السابق يريد أن «يشكر» أولئك الذين عاضدوه في مشروعه. هكذا يزخر الكتاب بالأسماء التي لم يسمع الكثيرون بالنسبة لقسم كبير منها وأيضا بأسماء المشاهير.

لكن هناك بين الجميع قاسم مشترك واحد هو «المشاركة» في عمل مفيد للآخرين بميدان ما وفي هذا البلد أو ذاك. وذلك تمثّلا بالكلمة الشهيرة التي قالها القائد الأميركي الأسود «مارتن لوثركينغ» والتي ينقلها المؤلف وجاء فيها: «يمكن لكل إنسان أن يكون عظيما، ذلك أنه يمكنه أن يكون مفيدا».

تتوزع مواد هذا الكتاب بين ثلاثة عشر فصلا تدل عناوينها على ميادين العطاء والفائدة التي يتحدث عنها المؤلف. وبعد المقدّمة يشرح بيل كلينتون في الفصل الأول «انتشار ظاهرة العطاء» ويبدأ بملاحظة أن «الذكاء أو الطاقة» موجودان في كل أنحاء العالم، الغنية منها مثل الولايات المتحدة والأكثر فقرا مثل العديد من البلدان الإفريقية الآسيوية.

لكن مثل هذا التقسيم «العادل» لا نجده بالمقابل على صعيد فرص العمل والاستثمارات والتنمية ووجود المنظّمات الفعّالة. النتيجة هي بكل بساطة وجود مليارات من البشر يعانون من ضنك العيش بل إن عدة ملايين منهم يموت جوعا كل عام.

مثل هذا الواقع لا يمكن أن يجهله الآخرون في هذا العالم «المتداخل» و«الصغير» الذي أصبحنا نعيش فيه. ولا يزال حتى اليوم ربع الوفيات سببه أمراض معدية مثل الايدز والسل والملاريا والأوبئة العائدة لنقص مياه الشرب.

ولا يزال أكثر من 100 مليون طفل في العالم محرومين من الدراسة. ولا تزال المعمورة التي نسكنها مهددة من مختلف أشكال عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي. إن حوالي نصف سكان العالم لا يزالون يعيشون بأقل من 2 دولار يوميا.

ويرسم بيل كلينتون صورة لأميركا الحالية يؤكد فيها على واقع وجود نمو اقتصادي هام منذ أربعين سنة تقريبا وزيادة كبيرة في الإنتاجية وفي أرباح الشركات والمؤسسات الكبرى. لكن أجور الأعمال التي تمارسها شرائح كبيرة من الأميركيين لم تتطور،

بل إن معدل الفقر لدى الأسر المحرومة من العمل يتعاظم. ويتم في هذا السياق التأكيد على أن القسم الأكبر من الأرباح التي جرى تحقيقها خلال السنوات العشر الأخيرة قد ذهب إلى ال10 بالمائة من أصحاب الدخل الأكثر ارتفاعا في الولايات المتحدة الأميركية.

هذا الوضع «المتناقض» السائد في العالم هو الذي دفع بيل كلينتون، كما يقول، إلى إنشاء «مؤسسة كلينتون» عندما ترك البيت الأبيض عام 2001، وذلك بهدف «متابعة» الدفاع عن «الضعفاء» خاصة البلدان الفقيرة.

ويذكر أنه في منتصف عام 2007 كان هناك 000 750 مريض إضافي «بالايدز» يتلقون الدواء بفضل عمل مؤسسته، أي ما يعادل «ثلث عدد المرضى الذين يتلقون مثل ذلك العلاج.

ويؤكد كلينتون أن «فاعلي الخير» يلقون «الاعتراف» من قبل العالم. هكذا كرّست مجلة «التايم» في عام 2005 «بيل وميلندا غيتس» على أنهما «شخصيتا العام»، وذلك «جزاء» لإنفاق مؤسستهما ما يزيد على مليار دولار كمساعدات طبية لإفريقيا والهند،

بالإضافة إلى مئات ملايين الدولارات من أجل البحث عن «لقاح» ضد مرض الايدز وأكثر من 250 مليون دولار كتبرعات للمدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 2002 حصل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر على جائزة نوبل للسلام من أجل «أعماله الإنسانية».

ونال الجائزة نفسها عام 2006 البنغالي «محمود يونس» صاحب فكرة «بنك الفقراء» الذي تشكل النساء «الفقيرات» نسبة 97 بالمائة من زبائنه. وفي بنغلاديش التي يقل دخل الفرد فيها سنويا عن 500 دولار قام «بنك الفقراء» بإقراض ما يزيد على 7 ملايين دولار منذ عام 1983.

ويؤكد كلينتون أنه وزوجته هيلاري قد «استلهما» من هذه التجربة خلال سنوات الثمانينات من أجل إنشاء هيئة «من نفس النوع» لتشجيع التنمية في أرياف اركانساس. «العطاء بالمال» و«العطاء من الوقت» و«عطاء الاستياء والمنتوجات»، هذه هي عناوين الفصول الثلاثة التالية.

إن كلينتون يتحدث فيها بالأسماء والأرقام والإحصائيات عن مختلف أشكال العطاء هذه. هكذا نفهم أن 70 بالمائة من الأميركيين مثلا يقدمون «هبات» مالية تتراوح من دولار واحد إلى ملايين الدولارات كل عام. ويؤكد أن مثل هذه الظاهرة تتسع أكثر فأكثر.

ويقدم في هذا السياق رقم 300 مليار دولار تبرع فيه الأميركيون عام 2006 أي ما يعادل 2 بالمائة من إجمالي إنتاجهم الداخلي. بيل غيتس أحد الأمثلة البارزة على أولئك الذين أعطوا من مالهم ومن وقتهم لتقليص هوة «اللامساواة» في العالم خاصة في ميادين الصحة والتربية والتنمية.

وينقل بيل كلينتون عن غيتس قوله في كلمة له أمام خريجي جامعة هارفارد لعام 2007 قوله حيال ضرورة محاربة أشكال الفقر واللامساواة في العالم ما مفاده: «إذا توصلنا إلى تصور حل يمكنه،

إلى جانب الاستجابة لمطالب الفقراء، تأمين مرابح للشركات وأصوات لرجال السياسة فإننا نكون قد وجدنا طريقة مستدامة لتقليص أشكال اللامساواة في العالم. هذه المهمة لا نهاية لها وينبغي تجديدها دون توقف. لكن إذا بذلنا الجهود من أجل التغلّب على هذا التحدّي فإننا نستطيع تغيير العالم».

وإذا كان المال ليس موزعا بالتساوي بين البشر فإنهم يمتلكون جميعهم 24 ساعة كل يوم. لا شك أن البعض يمتلكون أقل من «الوقت الحر» مما يمتلكه غيرهم. لكن بيل كلينتون يصر على أنه يمكن للجميع أن «يحرروا بعض وقتهم من أجل تكريسه للآخرين». بكل الحالات يؤكد أنه لو أعطى كل إنسان ما «يستطيع» من وقته،

فإن ذلك قد يكون كافيا لمساعدة الملايين من الأشخاص. يتضمن الكتاب في هذا الإطار العديد من الإحصائيات التي تؤكد مثل تلك الحقيقة. فالوقت له ثمنه، وليس الإحصائيات فقط، وإنما أيضا الأسماء مثل «بوب هاريسون» المجاز من جامعات كورنيل واكسفورد ويال، وكان قد عمل لمدة 25 سنة في «وول ستريت» كموظف كبير.

لكنه قرر الانخراط منذ سنوات في النشاطات الرامية لإنقاذ الأطفال في العالم. الأمر الذي يعلق عليه كلينتون بالقول: «من الواضح أن بوب هاريسون يكسب كمية أقل جدا من المال بعمله من أجل الأطفال مما كان يكسبه في وول ستريت. لكن أليس الخير الذي يفعله أجمل المكافآت»؟

وتحت عنوان «مصالحات ونقاط انطلاق جديدة» يشرح بيل كلينتون كيف أن النزاعات السياسية، منذ نهاية الحرب الباردة، قامت خاصة بين مجموعات اثنية ودينية مختلفة. وقد استغل الساسة ذلك من أجل ضمان الدعم الشعبي لسعيهم إلى السلطة أو ربما للسيطرة على بعض الموارد. ومهما كانت أسباب هذه الحروب فإن ضحاياها الرئيسيين هم من المدنيين وغالبا من النساء والأطفال.

وفي مختلف الأمكنة التي يسود فيها العنف، في البلقان أو الشرق الأوسط أو إفريقيا أو أية منطقة تعاني من تخريب وتدمير العنف الطائفي أو الاثني لا بد من إعادة الاعتبار ل«الآخرين» على أساس أنهم كائنات بشرية إذا كان يراد إعطاء روحا جديدة للنهوض. هذا ما يؤكده بيل كلينتون ويضرب نلسون مانديلا ك«نموذج حقيقي في هذا الصدد».

ويروي بيل كلينتون في هذا السياق أنه خلال زيارة إلى اندونيسيا بعد إعصار تسونامي قابل في إحدى المستشفيات أسرة فقدت أطفالها التسعة ولكنها رزقت بمولود ذكر أثناء الزيارة. التقى كلينتون بالأب الذي الذي بادره بالقول مبتسما: «هذا مولودنا الأخير. فهل تتكرم بإعطائه اسما».

فطلب منه الرئيس الأميركي السابق: «هل توجد في لغتكم كلمة تعني الانطلاقة الجديدة» وكانت الإجابة «نعم، هناك كلمة فجر»، وأصبحت هي اسم الطفل. يقول كلينتون: «إن الانقسامات التي تمزق العالم تقوم على أساس فكرة عبثية هي أن خلافاتنا أكبر مما نشترك فيه كبشر.

وإذا كنتم تترددون في إعطاء الوقت أو المال أو الطاقة من أجل تشجيع انطلاقة جديدة، فتأمّلوا بأولئك الأهل الشجعان الذين فقدوا تسعة أطفال وأعطوا للمولود الذي بقي لهم اسم فجر». «إذا كنتم في طرف الشارع أو في الطرف الآخر من المحيط، العالم بحاجة لكم»، هكذا تقول الجملة الأخيرة من الكتاب.

*الكتاب:العطاء، كيف يمكن لكل منّا أن يغيّر العالم

*الناشر:هتشنسون ـ نيويورك 2007

*الصفحات:256 صفحة من القطع المتوسط

Giving : How each of us can change the world

Hutchinson - new york 2007

P.256

جميع الحقوق محفوظة © 2014 مؤسسة دبي للإعلام

=================

الثروة والسياسة

العمل الخيري بين الرأسمالية والكرم غير المسؤول

انضم بيل كلينتون، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، إلى حملة زوجته للانتخابات الرئاسية في الأسبوع الماضي، وتزامن ذلك مع ظهور كتابه الجديد العطاء في محال بيع الكتب. لم تكن هذه المصادفة مقصودة. فالقلب الكبير يعتبر مكسباً انتخابياً. ويريد كلينتون أن يثبت أن لزوجته مثل هذا القلب. وهو يعترف أن السياسة عموماً "عملية أخذ"، ولكن هيلاري "قصة مختلفة". وفي أسبوع أعربت فيه مجلة "تايم" عن قلقها من أن الأمريكيين يفتقرون إلى طريقة لكي "يترجموا فيها مثلهم إلى أفعال"، فإن سماع رأي كلينتون في العطاء ينبغي أن يكون مثيراً للاستغراب. وهو كذلك بالفعل. فكتابه لا هو مكتوب بأسلوب جيد ولا يحتوي على أفكار جيدة. ولكنه دليل على أنه خرق ميثاق الشكل البدائي للقوة السياسية التي ما زالت منغلقة على معظم معاصريه.

إن حاجة أصدقاء كلينتون وكذلك أعداءه (بشكل خاص) لتقديمه كرجل "عطوف" قد ألقت بظلالها على الحياد الفاتر والتكنوقراطي الذي كان السمة المهيمنة على فترة رئاسته. إن العطاء يشبه في بنيته أضعف خطاباته في فترة رئاسته الأولى مع قدر كبير من الذهاب والإياب ولكن دون تفكير حقيقي ولا حجج منطقية. إن كلينتون يضع نفسه على الجانب الأيمن لإحدى التفاهات (التي في هذه الحالة هي الكرم) وبعدئذ يغرق القارئ بالإحصائيات. والنتيجة هي شيء بين المطوية الدعائية والييانات الإحصائية التي تقدم معلومات مثل: "أوجدت مؤسسة دعم المبادرات المحلية أكثر من 70 ألف وظيفة، وساعدت أكثر من 100 شركة، وطورت 53 محل سوبرماركت وسوقاً للمزارعين، وشيدت 120 مرفقاً لرعاية الطفولة تضم 11 ألف طفل، وجددت 136 ملعباً تخدم 120 ألف طفل، ومولت 80 مدرسة يدرس فيها 28 ألف طالب". وهنالك فصل كامل يتحدث عن تشكيل الجمعيات بغية الحصول على أسعار أقل لأدوية الإيدز، وفيه حديث جميل عن ذكريات الماضي من قبل أوبرا وينفري تحدثت فيه عن شعورها حيال نشأتها الفقيرة، وذلك لكي تتذكرها الراهبات. " الألعاب لم تكن أفضل هدية. بل إن أفضل هدية كانت القدرة على إعطاء إجابة صادقة حين كان يسألني الصغار عن الهدايا التي تلقيتها في عيد الميلاد". على أن كلينتون قلما يشير إلى المشكلات المعقدة- الخاصة بالخطر الأخلاقي، وبالخصوصية، وبالنشاط الاقتصادي للمهجرين- التي تكتنف الأعمال الخيرية.

يقول كلينتون في كتابه إنه مخصص لأولئك الذين يريدون تقديم العون للآخرين " في الشارع وحول العالم"، ولكن التركيز على النوع الثاني من العطاء- على ما يمكن أن تطلق عليه اسم "صدقة المغامرة". إن العطاء يخبرنا شيئاً عن تحول حاسم بدأ للتو- من مساعدة الناس( بتقديم الشوربة لهم أو توفير حمام لهم) إلى مساعدة الإنسانية (الغابات المطرية، الاحتباس الحراري)، من الصدقة المحلية الناكرة للذات (جيش الإنقاذ) إلى فعل الخير المعولم والفاتن (أنجلينا جولي).

شهدنا هذا التحول من قبل. ففي كتاب أنجيل الثروة (1989) قام عملاق صناعة الصلب أندرو كارنيجي بحث واسعي الثراء على أن يهبوا أموالهم وهم أحياء. فقد كتب يقول: "يجب أن يكون هناك نطاق كبير لممارسة القدرة الخاصة في التاجر وفي المصنِّع الذي يتعين عليه العمل على نطاق واسع". وكان يشعر أن العمل الخيري هو إحدى الطرق التي تعطي أناساً معينين هذا النطاق. لقد كان أكثر من مجرد عمل مكمل للصدقة التقليدية- لقد كان استبدال نظام ضار بنظام يتسم بالكفاءة- إن أولئك الذين أثبتت ثرواتهم أنهم متفوقون كانوا يحتفظون بالثروة في "وصاية" لمن هم أقل موهبة منهم: ويضيف: "يمكن جعل هذه الثروة التي تنتقل من أيدي القلة، قوة أكبر بكثير للارتقاء بعرقنا مما لو وزعت بمبالغ صغيرة على الناس أنفسهم". وكان كارنيجي يشعر أن قيامه بالحكم-أي بتقرير الكيفية التي يوزع بها المجتمع موارده – أكثر أهمية من امتلاك هذه الموارد.

عندما ينخرط الأثرياء المتنفذون في العمل الخيري، فإن وضع هذا العمل فوق النقد هو بمثابة وضع جني الثروة فوق النقد. وبموجب نظامه، كتب كارنيجي في وقت لاحق يقول: "الصراع من أجل المزيد تغير تماماً من كونه وصمة أنانية أو طموحة إلى سبيل نبيل". فرجل الأعمال لا يكد من أجل نفسه بل من أجل الآخرين... إن كده وعمله اليومي هو فضيلة يومية". وقد وجد كاتب سيرة حياة كارنيجي، ديفيد ناسو، أنه أصبح أكثر وليس أقل قوة بعد استنباط كتاب كارنيجي". وإذا نُظِر إليه بهذه الطريقة، فإن العمل الخيري ليس أثراً جانبياً (أو ترياقاً) للرأسمالية التي "لا ترحم" ولكنه شكل من أشكالها.

لقد كانت لدى كارنيجي منطقة عمياء هي التخصص الحديث، وهو قسم العمل الذي مكنه من جمع ما جمع. ولكن حسب وجهة نظره، فإن التخصص ينطبق على العمال فقط ولا ينطبق على القادة والزعماء أبداً. وكان يعتبر نفسه مناسباً لقيادة أي شيء. والرئيس كلينتون أعمى على النحو نفسه اليوم حين يشير إلى "مجلس الإدارة المؤثر" لمؤسسة روبن هود الخيرية في نيويورك الذي يضم في عضويته المذيعين توم بروكاو، دايان سوير والممثلة جوينيث بالترو. ولكن يود المرء أن يتساءل: "كيف يعتبر المجلس مؤثراً؟" لماذا يتخلى أقطاب مثل بيل جيتس، توم هنتر، باربارا ستريساند، كارلوس سليم- ملياردير الاتصالات المكسيكي-، قطب التعدين الكندي فرانك جيوسترا ونجم الروك في فيلادلفيا، جون بون جوفي، عن المجالات التي أثبتوا أن لهم باعاً طويلاً فيها ويتجهون إلى العمل الخيري. إن الجواب غير الشافي الذي يقدمه كلينتون هو "إنهم سعداء بذلك".

إذا كان هناك افتقار إلى القطع والجزم في كتاب كلينتون، فإن هناك أيضاً عدم اهتمام بالأسئلة الأساسية عن الشرعية السياسية. ذلك أنه يكيل المديح لخبير مالي متقاعد، حيث يقول عنه: "ساعد على عقد صفقات مع صناعات المرطبات والوجبات السريعة لوقف بيع المشروبات والمأكولات التي تحتوي على سعرات عالية في المدارس". هذا رائع – ولكن أليس هذا من شأن مجلس إدارة المدرسة المنتخب؟. كما يكيل كلينتون المديح للحملة التي قام بها مغني البوب، بونو، للمطالبة بإعفاء الدول الإفريقية من ديونها. وسواء كانت هذه حركة حكيمة أم لا، من الذي انتخب بونو للقيام بهذه الحملة؟

الجواب هو أن الرأسمالية هي التي انتخبته. إن فاعلي الخير المشهورين هذه الأيام يستمدون قوتهم من مجتمع متخصص بالأفلام والأغاني بالطريقة نفسها التي كان يستمد بها بارونات اللصوص القوة من مجتمع كان متخصصاً بالسكك الحديدية وبالصلب. إن العمل الخيري هو طريق يمكن أن يبيَّض من خلاله المشاهير ويتحولوا إلى قوة سياسية.

إنه كذلك وسيلة يتم بواسطتها نقل مسؤولية القيام بالواجبات المهمة من البنى الديمقراطية إلى البنى الأقل ديمقراطية.

===========
اكرم 50 متبرع 



============

The Americans Who Gave Away

 the Most Money in 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق