الخميس، 18 سبتمبر 2014

تعقيبا على مقال محمود صباغ .. مكة “تهامية” وقبائل الحجاز ليسوا “شروق”

تعقيبا على مقال محمود صباغ .. مكة “تهامية” وقبائل الحجاز ليسوا “شروق”
1430-11-04 04:42 PM


قرأت في مقال نشر في جريدة الوطن السعودية في عددها3301 في الــ13 من أكتوبر الجاري للكاتب “محمود عبدالغني صباغ ” والذي كان بعنوان “عوائل الحجاز ليسوا.. “طرش بحر” !” إلا أنه ساءني كثيرا ما جاء فيه من مغالطات تاريخية وجغرافية وسياسية تعمدها الكاتب لإثبات “كمالية” المهاجرين الذين استوطنوا مناطق المدينة المنورة وجدة ومكة خلال المائتي عام الماضية ، فالكاتب تعمد إنشاء مصطلح جديد لم يكن في “السوق” وهو مصطلح ” حاضرة الحجاز ” والمشكلة هنا ليست في المصطلح بحد ذاته كونه معروفا في السابق القريب بل المشكلة في تفسيره للمصطلح “المعدل وراثيا” والذي يشير به إلى المهاجرين المستوطنين لكل من المدينة المنورة وجدة ومكة ، وهنا أردت أن أبين للكاتب بأنه لم يُعرف عن مكة المكرمة لا حاضرا ولا ماضيا أنها من مناطق الحجاز فمكة تهامية والرسول تهامي ولم يذكر أحد قط قبل هذا المقال بأن الرسول حجازي ! أو أن مكة حجازية ! ، وقد جاء في الأثر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” أنا النبي الأمي الأبطحي التهامي” ، كما يقول الأصمعي في كتابه “جزيرة العرب” عن الحجاز : “الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية”. وقال في موضع آخر: الحجاز اثنتا عشرة دارًا: المدينة وخيبر ومذك وذو المروة ودار بلي ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجُلُّ سليم وجُلُّ هلال وظهر حرة ليلى ومما يلي الشام شغب وبدا ، وقال مالك بن فهم الدوسي الزهراني ملك عمان عندما هاجر من أرض السراة متوجها إلى عمان : ستغنيك عن أرض الحجاز مشارب *** رحاب النواحي واضحات المسالك .

ثم إن الكاتب تعمد تجاهل دور القبائل الحجازية المعروفة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية في عصر الدولة العثمانية ثم في عصور الدولة السعودية من الأولى وحتى الثالثة وكأن أبناء هذه القبائل كانوا يعيشون في كهوف تحت الأرض فلم يتعلموا ولم يساهموا في بناء هذه الدول والحضارات ولم يقوموا بتعليم هؤلاء المهاجرين -الذين تنحدر أصول
معظمهم من غير العرب- اللغة العربية ولم يسمحوا لهم بالسكن في ديارهم خصوصا وأنه من المعروف بأن القبائل العربية الأصيلة لا تسمح لأي كائن كان بالنزول على أراضيها والسكن بدون إذن أو عهد ، كما أنه ومن المعروف بأن هذه القبائل كانت تستخدم بعض المهاجرين للعمل سواء في الزراعة أو الصناعة خصوصا وأن كثيرا من المهاجرين هم أصحاب أعمال حرفية فمنهم من يمتهن “الخبازة” و”الحدادة” و”العطارة” و”النجارة” وغيرها ، كل هذا ساهم في إيجاد مكان لهذه الفئة بين تلك القبائل الحجازية الأصيلة .
ثم أردت أن أبين للكاتب بأن هذه العوائل المهاجرة والتي استوطنت المدن الذكورة تنوعت في ثقافاتها فمنهم من قدم من الهند واندونيسيا ومصر وتركيا واليمن والمغرب والشام وبعض دول إفريقيا وكل هذا التنوع ساهم في رقي جميع المهاجرين إضافة إلى القبائل الأصلية الموجودة بالمنطقة ولهذا من الصعب القول بأن التطور الحركي الثقافي والاجتماعي في هذه المنطقة هو بسبب نزر يسير من أفراد استوطنوا المنطقة قبل مائتي عام ولم يكن لأهلها الأصليين أي دور يستحق الذكر مع العلم بأنهم يسكنون هذه المنطقة منذ ألفي عام .
وأخيرا أنا لا أقول بأحقية إقصاء الآخر والتي يمارسها كل من الطرفين في المنطقة فالمسمون بــ “طرش البحر” لا يليق بهم هذا اللقب إطلاقا فهم عوائل تنحدر من أصول معروفة حتى لو خفيت على البعض وكذلك المسمون بــ”الشروق” والمعني بهم أبناء القبائل الأصلية في المنطقة لا يجوز تسميتهم بهذا المسمى مهما كان السبب ومن هنا أيضا أردت الكاتب أن يستنتج بأن”المستوطنين” قد تعلموا سياسية الإقصاء العربية وهذا دليل على امتزاج الثقافات وليس سيطرة فئة على أخرى .

===============

  إبراهيم عيسى : أم القرى لا أم البادية!

حول مكة عرب وليس أعراب أو عربان! فهم يسكنون في قرى مستقرة، لهذا أسمى الله عز وجل مكة أم القرى. وكل مجتمعات تهامة وجبال السراة يسكنون في قرى منذ آ?ف السنين، من اليمن إلى أطراف الشام. والرعي يمارسونه إنط?قا من قراهم، وقد يبعدون النجعة حين يشح المرعى ثم يعودون إلى بيوتهم. فهم ليسوا من البدو الرحل الذين يتنقلون بإستمرار ويحملون بيوتهم معهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق