الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله


افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (1)

افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (1)
الفرية الأولى
الإمام محمد بن عبد الوهاب ادعى النبوة
ادعى الحاقدون على هذه الدعوة السلفية أن الإمام محمد بن عبد الوهاب ادعى النبوة، كما ادعاها مسيلمة الكذاب وسجاح والعنسي وغيرهم.
وهذا ابن عفالق وهو يفتري على الإمام فرية ستكون عليه يوم القيامة في عنقه، حيث يقول هذا الأثيم:
والله، لقد ادعى النبوة بلسان حاله لا بلسان مقاله، بل زاد على دعوى النبوة، وأقمتموه مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخذتم بأمره ونواهيه(1).
ويقول علوي بن أحمد الحداد: «وكان يضمر دعوى النبوة، ويظهر عليه قرائنها بلسان الحال، لا بلسان المقال لئلا ينفر عنه الناس، ويشهد بذلك ما ذكره العلماء من أن (ابن) عبد الوهاب كان في أول أمره مولعاً بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم» (2).
     ويقول : «من ذلك أنه يدعي باطناً أتى بدين جديد، كما يظهر من قرائن أحواله، ولذلك لم يقبل من دين نبينا محمد [ إلا القرآن، فإنه قبله ظاهرا فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره، فينكشفوا عنه، بدليل أنه هو وأتباعه إنما يؤولون بحسب ما يوافق هواهم لا بحسب ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح وأئمة التفسير، فإنه لا يقول بذلك، كما لا يقول بما عدا القرآن من أحاديث النبي  صلى الله عليه وسلم ... إلخ» (3).
     ويقول: « وكان يقول أي محمد بن عبد الوهاب»: إن الربابة في بيت الخاطئة أقل إثماً ممن يناجي ويذكر بالصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم على المنابر» (4).
     ويقول الشاعر الغاوي محمد جميل الزهاوي العراقي، الذي هاجم الإسلام عموماً، وهاجم دعوته الممثلة في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على خصوصاً، وألف لهذا الغرض كتاباً أسماه :«الفجر الصادق في الرد على منكر التوسل  والكرمات والخوارق»، يقول فيه: وكان محمد هذا بادئ بدأته كما ذكره بعض المؤلفين، مولعاً بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب، وسجاح، والأسود العنسي، وطليحة الأسدي، وأضرابهم، فكان يضمر في نفسه دعوى النبوة، إلا أنه لم يتمكن من إظهارها...»(5).
      ويقول أيضاً: «لقد كان الرجل - يعني محمد بن عبد الوهاب - في الحقيقة يريد أن يدعي النبوة إلا أنه تستر...»(6).
      ولا نعلم كيف عرف هذا المنافق أن الإمام محمد بن عبد الوهاب ادعى النبوة، إلا أن الإلحاد والزندقة والضلال زينت له هذه الأقاويل، فكان يهرف بما لا يعرف، ويدور حول عبادة الأضرحة والأوثان البشرية، نلمح هذا في كتابه الذي نطلق عليه بدورنا «الفجر الكاذب»، وعاجله الشيخ سليمان ابن سحمان بالرد عليه في كتابه «الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق»، و:«عقود الجواهر الحسان».
       يقول الشيخ ابن سحمان - رحمه الله - وهو يفند قول الزهاوي: «وأما قوله: وكان محمد هذا بادئ بدأته، فالجواب أن نقول: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً، فإن هذا معلوم كذبه بالاضطرار، لا يمتري فيه من له أدني معرفة بمقادير الأئمة الأخيار، ومن طالع كتب الشيخ ومصنفاته ورسائله، ونأمل حال شأنه ودعوته إلى الله، تبين له أن هذا من الكذب والافتراء، وأنه من صنع أعداء الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب الفساد، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون»(7).
      ويقول يوسف النبهاني: الذي جعل أهل نجد بسبب اتباعهم للكتاب والسنة من أتباع سجاح، التي ادعت النبوة وعدها جدتهم، كما كان مسيلمة الكذاب جدهم.
يقول:
أولئك وهابية ضل سعيهم
                                         فظنوا الردى خيراً وظنوا الهدى رشدا
ضعاف النهي أعراب نجد حدودهم
                                       وقد أورثوهم عنهم الزور والوزرا
مسيلمة الجد الكبير وعرسه
                                       سجاح لكل منهم الجدة الكبرى
فقد ورثوا الكذاب إذ كان يدعي
                                       بأن له شطراً وللمصطفى شطرا(8)
فرد عليه الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - بقصيدة طويلة سماها: «الداهية الكبرى»، وتحتوي على أربعمائة بيت.
قال رحمه الله:
وقد ورثوا مجداً أصيلاً مؤثلاً
                                       لأهل الهدى منهم فنالوا به الفخرا
مسيلمة الكذاب ليس بجدهم
                                       وليس له نسل يغرر أو يدرى
ولا لسجاح ويل أمك فاتئد
                                       فما الفشر إلا ما هذوت به نشرا
وقد أسلمت والشام كان مقرها
                                       فلو كان لؤم لكنت به أحرى
وعلمك بالأنساب أعظم آية
                                       على جهلك المردي بما قلته جهرا
أتحسب أنا ويل أمك غفل
                                       كأنباط من الشام ما حققوا الأمرا (9)
 ويقول رحمه الله:
فمن أنت منسوب إليه حقيقة
                                       فنحن على شك ودعواك لا تجرى
ودعوى بني نبهان يحتاج أن يرى
                                       بذلك ثبت ثابت عن بني الزهرا (10)
      ومن المجافين للدعوة التي قامت على منهج السلف الصالح: أحمد بن زيني دحلان، الذي بسط نفوذه على أهل مكة، ووصل إلى إلافتاء فيها فنشر المقالات اللاذعة ضد الدعوة والقائمين عليها بين الناس، ولاسيما في مواسم الحج إمعاناً في الخصومة واللدد بلا رقيب أو حسيب، وألف رسالته التي أسماها: «الدرر السنية في الرد على الوهابية»، وهذه الرسالة قد ملأها بالترهات والخزعبلات والأباطيل إرضاءً للباطنية، وصنائعهما المتصوفة الجهلة.
      يقول: «والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك»(11).
       كيف عرف دحلان أنه يدعي النبوة، أهو يعلم الغيب حتى يقول هذه الفرية الشيطانية؟! أم إنه تطاول على الله في الأمور الغيبية، والله يقول: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً} (الجن:26).
إنه افترى وكذب علينا، وصدق الشيخ المجاهد سليمان بن سحمان وهو يرد على دحلان:
فويحك كم هذا التجاوز والهذا
                                       وكم ذا التجرؤ والتجاوز للحد
فجوزيت من مولاك شر جزائه
                                       وحل عليك الخزي في القرب والبعد
ألفقوا بلا علم أكاذيب مفتر
                                       أوضاع أفاك حسود وذي حقد(12)
     يقول الشيخ فوزان السابق: «إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - قد اشتهر مذهبه ودعوته التي يدعو الناس إليها في مصنفاته المطولة ورسائله المختصرة فلم يترك لمعارضيه شبهة إلا كشفها، ولا طريقاً توصل إلى الله وإلى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم إلا بينها وأوضحها، فأي شيء يخفيه في نفسه بعدذلك أيها الضالون؟! فلو كان لهذه الفرية أدنى قيمة لأوردت من كلام الشيخ - رحمه الله - ما يكفي ويشفي في ردها، ولكنها فرية تمثل الزور والفجور، فلا تستحق رداً أكثر من احتقار صاحبها وكشف عورته»(13).
رد الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - على هذه الفرية الشيطانية.
     يقول الإمام: «فرسول الله  صلى الله عليه وسلم  هو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه»(14).
     ويقول رحمه الله: «فلا يتحقق شهادة أن محمداً رسول الله إلا بتمام الاتباع، وكمال الاقتداء، بهدي النبي  صلى الله عليه وسلم  (15).
      ويقول عليه الرحمة: الأمر بطاعته سبحانه وطاعة رسوله، وأن الهدى في طاعته، كما قال تعالى: {وإن تطيعوه تهتدوا}.
       ويقول عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (16): «وقد قرر (أي محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - على شهادة أن محمداً رسول الله من بيان ما تستلزم هذه الشهادة وتستدعيه وتقتضيه من تجربة المتابعة، والقيام بالحقوق النبوية من الحب والتوقير والنصر والمتابعة، والطاعة، وتقديم سنته  صلى الله عليه وسلم  على كل سنة وقول، والوقوف معها حيث ما وقفت، والانتهاء حيث انتهت في أصول الدين وفروعه، باطنه وظاهره، كليه وجزئيه، ما يظهر به فضله ويتأكد علمه ونبله»(17).
     ويقول الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب، رحمهم الله: «وأما متابعة الرسول  صلى الله عليه وسلم  فواجب على أمته متابعته في الاعتقادات، والأقوال والأفعال، قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله...} الآية، وقال  صلى الله عليه وسلم  «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، رواه البخاري ومسلم، وقال  صلى الله عليه وسلم  «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، فتوزن الأقوال والأفعال بأقواله وأفعاله، فما وافق منها قبل، وما خالف رد على فاعله كائناً من كان» (18).
     ويقول الشيخ إسحق بن عبد الرحمن ابن حسن، رحمهم الله: «فقد علمت كلام الصادق المصدوق، فلا يكون قول الغير في نفسك أعظم من كلام نبيك».(19).
الهوامش
(1) الدرر السنية في الأجوبة الندية - عبد الرحمن بن قاسم 99/1.
(2) مصباح الأنام: لعلوي الحداد ص7.
(3) الأسنة الحداد في رد شبهات علوي الحداد، تأليف سلمان بن سحمان ص20.
(4) فصل الخطاب ص67 تأليف أحمد بن علي القباني.
(5) الضياء الشارق ص25.
(6) المصدر نفسه - وكذا زعم أحمد زيني دخلان في السنية ص46.
ولد الزهاوي سنة 1279هـ في بغداد وتوفي بها، تقلب في عدة مناصب، له كتب عدة ومقالات. انظر: الأعلام ج2ص137.
(7) انظر الضياء الشارق في الرد على شبهات الماذق المارق للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله 25ـ
(8) مصباح الأنام: للحداد ص53ـ
(10،9) ديوان ابن سحمان (عقود الجواهر الحسان) ط1، المطبعة الهندية 1337 هـ ، ص 23-24.
(11) انظر الدرر السنية ص46.
(12) انظر ديوان ابن سحمان. عقود الجواهر المنضدة الحسان: ط1331هـ  - الجند ص24.
(13) انظر البيان والإشهار في دحض فرية ادعاء النبوة: فوزان السابق للشيخ رحمه الله.
(14) مجموعة مؤلفات الشيخ 1 ص190.
(15) المصدر السابق ج5 ص 113.
(16) مجموعة مؤلفات الشيخ ج1 ص279.
(17) انظر منهاج التأسيس ص41 وانظر الدرر السنية ج1 ص264.
(18) انظر الدرر السنية ج1 ص235- 236.
(19) المصدر السابق ج12 ص269.

www.al-forqan.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق